تربية الطّفل

 ومنزلة المرأة عند

  الغزالي، في رسالة له

   ... والصبيّ أمانةٌ عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرةٌ نفيسةٌ ساذجةٌ خاليةٌ من كلّ نقشٍ، ومائلٌ إلى كلّ ما يمال به إليه، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه، وإن عُوِّد الشرّ أو أُهمل إهمال البهائم شقي وهلك، كان الوزر في رقبة القيِّم عليه والوالي له... يُعَوَّد الخبز القفار كما يحفظ عن الذين عُوّدوا التنعّم والرفاهيّة ولبس الثياب الفاخرة؛ مهما ظهر من الصبيّ خلق جميل أو فعل محمود، فينبغي أن يُكرّم عليه ويجازى عليه، بما يفرح به ويمدح بين أظهر الناس؛ فإن خالف ذلك في بعض الأحيان مرّةً واحدة فينبغي أن يُتغافل عنه ولا يهتك ستره ولا يكاشفه ولا يُظهر له أن يتجاسر أحد على مثله، ولا سيّما إذا شدّد الصبيّ واجتهد في إخفائه، فإنّ إظهار ذلك عليه ربّما  يزيده جسارةً حتّى لا يبالي بالمكاشفة.

***

... فالأدب حسَنٌ في الرجال والنساء، جميعًا ويحسن الأدب في النساء، لما فيهنّ من رقّة الطبيعة والمحاسن المعنويّة؛ فالمرأة بالأدب جميلةٌ حسًّا ومعنًى، لأنّ الأدب جمالٌ اقتضته حكمة الباري عزّ وجلّ في حقّهنّ.

   فالمرأة مساوية للرجل في الأرومة لأنّ أصلهما واحدٌ، كما جاء في الكتاب العزيز: ﴿يا أيّها الناس اتّقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثّ فيها رجالًا كثيرًا ونساءً﴾.